استقر الذهب بعد يومين من المكاسب وسط مخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي ومخاطر التضخم في الولايات المتحدة.

حاليًا، يراقب المستثمرون عن كثب الإشارات الصادرة عن الاحتياطي الفيدرالي بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة، وتغذي المخاوف من احتمال الضغط السياسي على الاحتياطي الفيدرالي لخفض الأسعار قبل السيطرة الكاملة على التضخم الطلب على الذهب كملاذ آمن.

من الجدير بالذكر أن التضخم في الولايات المتحدة، رغم انخفاضه، لا يزال مرتفعًا على الرغم من جهود الاحتياطي الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية. البيانات الأخيرة للتضخم، التي تجاوزت التوقعات، أثارت مخاوف من أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا سابقًا. ومع ذلك، فإن التصريحات الأخيرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك رئيسه جيروم باول، قد قللت من احتمالية هذا السيناريو. وهذا بدوره يدعم أسعار الذهب حيث يسعى المستثمرون إلى طرق للتحوط ضد انخفاض قيمة العملة.

أود أن أذكركم بأن الضغط على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي من البيت الأبيض قد زاد في بداية هذا الأسبوع. تعهدت حاكمة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك بتحدي قرار الرئيس دونالد ترامب بفصلها بسبب اتهامات بتزوير وثائق الرهن العقاري. وصرح محاميها بأن محاولة فصلها تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني. إذا نجح ترامب في إقالة كوك، فسوف يتمكن من تأمين أغلبية من أربعة أشخاص في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي المكون من سبعة أعضاء. وقد دعا الرئيس مرارًا إلى خفض أسعار الفائدة، ويشعر السوق بالقلق من أن تقليل استقلالية البنك المركزي قد يقوض ثقة المستثمرين في الولايات المتحدة ويؤدي إلى تسارع في التضخم.

في الوقت الحالي، الذهب على بعد خطوة واحدة من استعادة مستوى 3,400 دولار بعد أن وصل إلى مستوى قياسي فوق 3,500 دولار للأونصة في أبريل. يبحث السوق عن محفزات جديدة بعد الارتفاع السريع في العام الماضي، الذي استمر حتى أوائل عام 2025. التوترات التجارية والجيوسياسية، والتدفقات إلى الصناديق المتداولة في البورصة، وجهود البنوك المركزية للتنويع بعيدًا عن الدولار الأمريكي، كلها ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب.

فيما يتعلق بالتوقعات الفنية الحالية، يحتاج مشترو الذهب إلى تجاوز المقاومة الأقرب عند $3,400. سيفتح هذا الطريق نحو $3,440، والذي سيكون تجاوزه تحديًا كبيرًا. سيكون الهدف الأبعد هو منطقة $3,490. إذا انخفض الذهب، سيحاول البائعون استعادة السيطرة عند $3,369. النجاح هنا سيوجه ضربة قوية للمشترين ويدفع الذهب للانخفاض إلى الحد الأدنى $3,335، مع احتمال مزيد من الانخفاض إلى $3,313.